باب الأمر بإسباغ الوضوء 2
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أسبغوا الوضوء
قال الشيخ الألباني : صحيح
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دائمًا ما يتَفقَّدُ أصحابَه رِضوانُ اللهِ عليهم خاصَّةً في عِباداتِهم؛ ليُعلِّمَهم ويُرشِدَهم، وفي هذا الحديثِ أنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد "رأى قومًا"، أي: بعضَ أصحابِه بَعْدَ وُضوئِهم، "وأعقابُهم تَلوحُ"، أي: يَظْهَرُ منها أنَّها لم يَمَسَّها ماءٌ، والعَقِبُ: مُؤخِّرةُ القَدَمِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَما رأى مِنهم ذلك: "ويلٌ للأعقابِ من النَّارِ"! وهذا وعيدٌ وتهديدٌ لأصحابِ الأعقابِ الَّتي لم يمَسَّها الماءُ بعَذابِ النَّارِ، ثم قال صلَّى الله عليه وسلَّم: "أَسْبِغوا الوُضوءَ"، أي: بإتمامِه والمبالغةِ فيه، وإعطاءِ كُلِّ عُضوٍ حقَّه من الماءِ
وفي هذا الحديثِ: الحثُّ على تَفقُّدِ الأماكنِ الَّتي لا يَصِلُ إليها الماءُ غالبًا عندَ الوُضوءِ، كالأعقابِ
وفيه: التَّحذيرُ والتَّرهيبُ مِن تَرْكِ إسباغِ الوُضوءِ