باب رفع اليدين عند الركوع1
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة، وابن أبي عمر، قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع»، وزاد ابن أبي عمر في حديثه: «وكان لا يرفع بين السجدتين»
مِن آدابِ الدُّعاءِ أن يُقدِّمَ المسلِمُ بينَ يدَيْ دُعائِه الثَّناءَ على اللهِ، وأنْ يَحمَدَه ثمَّ يُصلِّيَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ثمَّ يَبدَأَ في الدُّعاءِ؛ فإنَّ ذلك أرْجَى لِقَبولِ الدُّعاءِ.
وفي الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ: "كنتُ أصلِّي والنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم جالسٌ، وأبو بكرٍ وعمرُ معَه، فلمَّا جلَستُ بدَأتُ بالثَّناءِ على الله"، أي: بدَأتُ دُعائي بحَمدِ اللهِ وشُكرِه، وذِكرِ أسمائِه الحُسْنى، والخضوعِ بينَ يدَيْه سبحانه وتعالى، "ثمَّ الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: ثمَّ بعدَما أثنيتُ على ربِّي صلَّيتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ثمَّ دعَوتُ لِنَفسي"، أي: ثمَّ اختَصَصتُ نَفْسي بالدُّعاءِ مِن خَيرَيِ الدُّنيا والآخرةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لي: "سَلْ"، أي: ادْعُ اللهَ "تُعطَه"، أي: يُعطِك اللهُ ما سألتَه ودَعوتَه، ثمَّ كرَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قولَه: "سَلْ تُعطَه"؛ للتَّأكيدِ؛ وذلك لأنَّ السَّائلَ جاءَ بآدابِ إجابةِ الدُّعاءِ، مِن ذِكْرِ اللهِ أوَّلًا، والصَّلاةِ والتَّسليمِ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.