باب الأمر بالوتر قبل الصبح 2
سنن النسائي
أخبرنا يحيى بن درست، قال: حدثنا أبو إسمعيل القناد، قال: حدثنا يحيى وهو ابن أبي كثير، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أوتروا قبل الفجر»
كان الصَّحابةُ مِن أحرَصِ النَّاسِ على تتبُّعِ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ومُراقَبةِ أحوالِه، مُشاهَدةً ومُساءَلةً؛ ليَتعلَّموا هَدْيَه وسُنَّتَه؛ مِن الصَّلاةِ والقيامِ والتَّطوُّعِ وغيرِ ذلك، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُعلِّمُهم الفرائضَ والسُّننَ وآدابَها وأفضَلَ أوقاتِها، ويُرشِدُهم لأعْلى أمرٍ في العبادةِ وأقلِّ ما يُجزِئُ فيها
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عنه أنَّ بَعضَ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عنهم سَألوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَنِ الوِترِ ووَقتِهِ، فقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: »أوْتِروا قبْلَ الصُّبحِ»، أي: صَلُّوا الوِترَ قبْلَ دُخولِ وَقتِ صَلاةِ فَريضةِ الصُّبحِ، والمرادُ بالصُّبحِ: الفجرُ الصَّادقُ، وهذا يدُلُّ على أنَّ الوترَ يكونُ آخِرَ صَلاةِ اللَّيلِ، وعلى أنَّ وقْتَه مُمتدٌّ لطُلوعِ الفجرِ، فإذا طلَعَ الفجرُ فلا وِترَ حتَّى ولو بيْن أذانِ الفجرِ والإقامةِ
وفي الحَديثِ: أنَّ آخِرَ وقتِ صَلاةِ الوِترِ قبْلَ صَلاةِ الصُّبحِ
وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ تأخيرَ الوترِ أفضلُ