باب الاستخلاف 3
بطاقات دعوية
- عن جبير بن مطعم قال:
أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة، فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله! أرأيت إن جئت ولم أجدك، كأنها تريد الموت، قال:
"إن لم تجديني فأتي أبا بكر".
اتَّفقَ أهلُ الإسْلامِ على أنَّ أبا بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه هو أحَقُّ النَّاسِ بالخِلافةِ بعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فهو صاحِبُه في هِجرَتِه، وأوَّلُ مَن صدَّقَ بدَعْوتِه مِن الرِّجالِ، ونصَرَه بمالِه ونفْسِه، وقدْ وردَتْ إشاراتٌ تدُلُّ على أحقِّيَّتِه بالخِلافةِ بعْدَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِن هذه الإشاراتِ ما ورَدَ في هذا الحَديثِ، فيَرْوي جُبَيرُ بنِ مُطعِمٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ امْرأةً جاءتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حاجةٍ مِن أمْرِها، فأمَرَها أنْ تَرجِعَ إليه مرَّةً أُخْرى حتَّى يَقضِيَ لها حاجتَها، فقالتْ له: «فإنْ لم أجِدْكَ؟» كأنَّها تَقولُ: إنْ أصابَكَ المَوتُ فلمْ أجِدْكَ؛ فما أفعَلُ؟ فقال لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنْ لم تَجِديني فأْتي أبا بَكرٍ»؛ فإنَّه سيَقضِي حاجتَكِ. وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّه رَضيَ اللهُ عنه خَليفَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والقائمُ مَقامَه. وقيلَ: ليس فيه نصٌّ على خِلافتِه؛ بلْ هو إخْبارٌ بالغَيبِ الَّذي أعلَمَه اللهُ به.
وفي الحَديثِ: فَضلٌ ومَنقَبةٌ لأبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنه.