باب التحري 9
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان، فلبس عليه صلاته حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس»
حَذَّرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهمْ مِن وَسْوسةِ الشَّيطانِ، وكان كثيرًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يُعلِّمُهم التَّعوُّذَ منه وتَجنُّبَ اتِّباعِه؛ فالشَّيطانُ قَعَدَ للإنسانِ في كلِّ طَريقٍ لِيَحولَ بيْنه وبيْن طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، والقيامِ بها كما أَمَرَ سُبحانه، لا سيَّما الصَّلاةِ
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَريقةَ التَّعامُلِ إذا نسَّى الشَّيطانُ المُصلِّيَ بَعضَ صَلاتِه وشكَّكَه فيها؛ فيَقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أحدَكُمْ إذا قامَ مُصلِّيًا جاءَهُ الشَّيطانُ يريدُ أنْ يَخلِطَ عليهِ صَلاتَه، ويُشكِّكَه فيها، فلا يَدري كَمْ رَكعةً صَلَّاها، فإذا وَجَدَ أحدُكُم أثرَ هذه الوَسوَسةِ ونَسِيَ كمْ صلَّى مِن رَكعاتٍ، فلْيَسجُدْ سَجدَتينِ بعْدَما يَنتهي مِن التَّشهُّدِ وهو جالسٌ قبْلَ أنْ يُسلِّمَ، وذلك بعْدَ أنْ يَبنِيَ على المُتيقَّنِ عندَه مِن عدَدِ الرَّكعاتِ وهو العدَدُ الأقلُّ- ويُكمِلَ صَلاتَه، ثمَّ يَسْجُدَ سَجدتينِ للسَّهوِ قبْلَ السَّلامِ، كما جاء في رِوايةِ الصَّحيحَينِ
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ سُجودِ السَّهوِ قبْلَ السَّلامِ