باب التغليظ فى الأيمان الفاجرة
حدثنا محمد بن الصباح البزاز حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين قال قال النبى -صلى الله عليه وسلم- « من حلف على يمين مصبورة كاذبا فليتبوأ بوجهه مقعده من النار ».
الكَذِبُ مِن أَبْشَعِ الأخلاقِ الَّتي نَهى عنها الإسلامُ، وأَعْظمُ مِنْ ذلك إثمًا وذنبًا مَنْ يَحْلِفُ ويُقْسِمُ كاذبًا؛ حيث تَوعَّدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحالِفَ كَذِبًا بأشدِّ العذابِ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَنْ حَلَفَ"، أي: أَقْسَم، "على يَمينٍ مَصْبورةٍ"، أي: لازِمةٍ، وهو القَسَمُ الذي أُلزِمَ بِه الإنسانُ كأنْ يُلْزِمَه القاضي بها، واليمينُ: توكيدُ الشَّيءِ بذِكْرِ اسْمِ اللهِ أو صِفتِه، "كاذبًا"، أي: تَعمَّدَ الكَذِبَ فيها، "فلْيتَبوَّأْ بوجِهْه مَقعَدَه مِن النَّارِ"، أي: فلْيتَهيَّأْ وليستَعِدَّ لدُخولِه النَّارَ مكبوبًا فيها على وَجْهِه بتِلْك اليمينِ الكاذبةِ، إلَّا أنْ يتوبَ عنها، ويتوبَ اللهُ عليه
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن الحَلِفِ كَذِبًا، وتَوعُّدُ الحالِفِ كاذبًا بأشدِّ العذابِ