باب الدباء3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر
عن أبيه، قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته وعنده هذا الدباء، فقلت: أي شيء هذا؟ قال: "هذا القرع هو الدباء، نكثر به طعامنا" (1)
كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُحِبُّ بعضَ الأطعمةِ، وقد نقلَ الصحابةُ لنا ذلك، وفي هذا الحديث يقولُ جابرُ بنُ طارقٍ رَضِي اللهُ عنه: "دخلتُ على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ في بيتِه وعِندَه هذا الدُّباءُ، فقلتُ: أيُّ شيءٍ هذا؟ قال هذا القرعُ، هو الدُّبَّاءُ نُكَثِّرُ به طعامَنا" أي: نَطبخُه ونجَعَلُه بالطَّبْخِ فيه كثيرًا، ونَجعلُ منه مرقًا يَزيدُ في طَعامِنا وإدامِنا، فيأْكُلَ منه أكبرُ عددٍ من أهلِ البيتِ والأَضْيافِ.
وقد ثبتَ في الصَّحيحينِ عَن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ خيَّاطًا دعا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم لطعامٍ صنعَه، قال أنسُ بنُ مالكٍ: فذهبتُ مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم إلى ذلك الطعامِ، فقرَّبَ إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم خُبزًا ومرَقًا، فيه دُبَّاء وقديدٌ، فرأيتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم «يتتَبَّعُ الدُّبَاءَ من حَوالَيِ القصعةِ»، قال: «فلم أزلْ أُحبُّ الدُّبَّاءَ مِن يومِئذٍ».
وفي الحديث: بيانُ حبِّ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم لبَعضِ الأطعمةِ.
وفيه: مَشروعيةُ إكثارِ الطَّعامِ والتَّوسعِ فيه، وخاصةً عند وجودِ الأضيافِ لإكرامِهم.
وفيه: اتِّباعُ الصَّحابةِ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ومَحبَّتُهم لِمَا يُحبُّه.