باب الدعاء
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر - رضى الله عنه - قال استأذنت النبى -صلى الله عليه وسلم- فى العمرة فأذن لى وقال « لا تنسنا يا أخى من دعائك ». فقال كلمة ما يسرنى أن لى بها الدنيا قال شعبة ثم لقيت عاصما بعد بالمدينة فحدثنيه وقال « أشركنا يا أخى فى دعائك ».
( استأذنت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العمرة ) : أي من المدينة في قضاء عمرة كان نذرها في الجاهلية ( فأذن لي ) : أي فيها ( يا أخي ) : بصيغة التصغير وهو تصغير تلطف وتعطف لا تحقير ويروى بلفظ التكبير ( من دعائك ) : فيه إظهار الخضوع والمسكنة في مقام العبودية بالتماس الدعاء ممن عرف له الهداية وحث للأمة على الرغبة في دعاء الصالحين وأهل العبادة ، وتنبيه لهم على أن لا يخضعوا أنفسهم بالدعاء ولا يشاركوا فيه أقاربهم وأحباءهم لا سيما في مظان الإجابة ، وتفخيم لشأن عمر وإرشاد إلى ما يحمي دعاءه من الرد ( فقال ) : عطف على قال لا تنسنا لتعقيب المبين بالمبين أي قال عمر فقال بمعنى تكلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( كلمة ) : وهي لا تنسنا ( ما يسرني أن لي بها الدنيا ) : الباء للبدلية وما نافية وأن مع اسمه وخبره فاعل يسرني أي لا يعجبني ولا يفرحني كون جميع الدنيا لي بدلها كذا في المرقاة
قال المنذري : وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح هذا آخر كلامه . وفي إسناده عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة