باب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم3-2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا»: «هذا حديث حسن»
حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم المسلِمين على الاهتِمامِ بالآخِرَةِ، وجَعْلِها في المرتَبةِ الأولى إنْ زاحَمَتْها الدُّنيا على ذلك، كما في هذا الحديثِ، حيثُ يقولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا تتَّخِذوا الضَّيعةَ"، أي: البُسْتانَ والمزرعةَ، ونَحْوَهما ممَّا يكونُ منه المعاشُ، "فتَرْغَبوا في الدُّنيا"، أي: تَميلوا بها إلى الدُّنيا، فتَشغَلَكم عن الآخِرَةِ؛ فهو نهيٌ عن الاشتِغالِ بالضَّيعةِ ورِعايةِ الأملاكِ عن أمرِ الدِّينِ، بحيثُ يَتَّجِهُ صاحِبُها إلى الدُّنيا بسبَبِها، ويَترُكَ العَملَ للآخرةِ، والذي ينبَغي على العَبدِ أن يُوازِنَ بينَ أمورِه كلِّها، ويُقدِّمَ ما يَبقَى في الآخرةِ على ما يَفْنى مِن أمورِ الدُّنيا.
وفي الحديثِ: تقديمُ المصالحِ الأُخرَويَّةِ على الدُّنيَويَّةِ.
وفيه: حِرْصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على إبعادِ الدُّنيا مِن القلوبِ.