باب الصلاة بمنى 2
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا أبو إسحق، ح وأنبأنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا سفيان، قال: أخبرني أبو إسحق، عن حارثة بن وهب، قال: «صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين»
لِلحَجِّ أحكامٌ خاصَّةٌ، مِنَ التَّخفيفِ على النَّاسِ في العِباداتِ، مِثلَ قَصرِ الصَّلاةِ ورَفعِ الحَرَجِ في تَقديمِ نُسُكٍ على نُسُكٍ، وغيرِ ذلك
وفي هذا الحَديثِ يَروي حارِثةُ بنُ وَهبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَصَرَ الصَّلَواتِ الرُّباعيَّةَ الظُّهرَ والعَصرَ والعِشاءَ- وصَلَّاها رَكعتَيْنِ، وأمَّا المَغرِبُ فتُصَلَّى كما هي ثَلاثًا، وذلك بمِنًى، وهو وادٍ يُحيطُ به الجِبالُ، يَقَعُ في شَرقِ مَكَّةَ على الطَّريقِ بَينَ مَكَّةَ وجَبلِ عَرفةَ، ويَبعُدُ عنِ المَسجِدِ الحَرامِ نَحوَ (6 كم) تَقريبًا، وهو مَوقِعُ رَمْيِ الجَمَراتِ. وكان ذلك في حَجَّةِ الوَداعِ
وكانوا في حالةٍ مِنَ القُوَّةِ والكَثرةِ والأمنِ التَّامِّ وعَدَمِ الخَوفِ مِن أيِّ عَدُوٍّ، وهذا يَدُلُّ على أنَّ القَصرَ في مِنًى سُنَّةٌ لِلنُسُكِ، وليس لِلخَوفِ أوِ السَّفَرِ
وفي الحَديثِ: اتِّباعُ الصَّحابةِ سُنَّةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واقتِفاؤُهم أثَرَه