باب الصوم فى السفر
حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قال خرج النبى -صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى مكة حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فرفعه إلى فيه ليريه الناس وذلك فى رمضان. فكان ابن عباس يقول قد صام النبى -صلى الله عليه وسلم- وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر.
في هذا الحديث بيان أن الصحابة رضي الله عنهم في أول أمر الصيام لم يكونوا قد تدربوا على الصيام، فلما أمروا به رحمة من الله سبحانه بهم، كان الخيار: إما أن يصوموا، وإما أن يفطروا ويطعموا مكان كل يوم مسكينا
فيقول سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: لما نزلت آية: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، أي: من يطيقون الصوم وليس لهم عذر، وهم الأصحاء ومن ليس بهم مرض أو علة، ففدية ذلك إطعام مسكين عن كل يوم، فكان من أراد أن يفطر يفتدي بأن يطعم مسكينا عن كل يوم، وكان هذا الأمر في بدء الإسلام، حتى نزلت الآية التي بعدها، وهي: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185] الآية، فنسخت تخيير القادر في الصيام أو عدمه، وصار الصيام فرضا على الكل إلا من لم يستطع