باب الغسل من مواراة المشرك
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن المثنى عن محمد قال حدثني شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت ناجية بن كعب عن علي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن أبا طالب مات فقال اذهب فواره قال إنه مات مشركا قال اذهب فواره فلما واريته رجعت إليه فقال لي اغتسل
قال الشيخ الألباني : صحيح
كان أبو طالِبٍ عَمُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قد مات كافِرًا، وفي مَوتِه يُخبِرُ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه: "قلتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: إنَّ عَمَّكَ"، يُريدُ: أبا طالِبٍ، "الشَّيخَ الضَّالَّ"، أي: لكوْنِه كان كافِرًا، "قد ماتَ"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لعلِيٍّ: "اذهَبْ فوَارِ أباكَ"، أي: ادفِنْه، "ثمَّ لا تُحْدِثَنَّ شيئًا"، أي: لا تَفعَلْ شيئًا عقِبَ دَفْنِك له، "حتَّى تأتِيَني"، أي: لِأقولَ لكَ ما الَّذي ستَفعَلُه، قال علِيٌّ: "فذَهَبتُ فوارَيْتُه"، أي: دفَنتُه، "وجئْتُه"، أي: إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ "فأمَرَني فاغتسَلْتُ"، أي: كغُسْلِ الجَنابَةِ لِمُورَاتِه ودَفْنِه لأبِيهِ، "ودعا لي"، أي: جعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدعو لعلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ؛ مواساةً له وتَطيِيبًا لخاطِرِه
قيل: إنَّ هذا الاغتسالَ مبنيٌّ على أنَّه غَسَّلَه، وأنَّ مَن يُغسِّلُ الميتَ ينبَغي له أن يَغتسِلَ، ويَحتمِلُ أن يختَصَّ ذلك بالكافرِ؛ لقولِه تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، وقيل: إنَّ هذا الاغتِسالَ مِن دَفنِه، لا مِن غُسلِه؛ فيكونُ مَخصوصًا بالكافرِ لِنَجاستِه. لكنَّ الأحاديثَ تَقْتضي العمومَ