باب المنديل بعد الوضوء وبعد الغسل 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن (1) سالم بن أبي الجعد، عن كريب، حدثنا ابن عباس
عن خالته ميمونة، قالت: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثوب، حين اغتسل من الجنابة، فرده وجعل ينفض الماء (2).
في هذا الحديثِ تقولُ أمُّ المؤمِنين مَيمونَةُ رَضِي اللهُ عَنها: "أتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بثوبٍ"، أي: بمِنْديلٍ كما جاء في الصَّحيحينِ، "حينَ اغْتَسَل مِن الجَنابةِ"، أي: لِتَجْفيفِ الماءِ الَّذي تَبقَّى مِن آثارِ الغُسْلِ، "فرَدَّه وجعَلَ يَنفُضُ الماءَ"، أي: لم يَأخُذُه وجعَل يُزيلُ الماءَ بتَحْريكِ الأعضاءِ وهَزِّها.
وإتيانُ ميمونةَ رَضِي اللهُ عَنها له صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالثَّوبِ لِيُنشِّفَ الماءَ يَدُلُّ على أنَّه مِن عادتِه أن يُؤْتَى إليه بمِثْلِ ذلك، وأنَّه شيءٌ جَرَتْ به العادةُ منه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم. قيل: وإنَّما ردَّه هذه المرَّةَ؛ لأنَّه ربَّما قد تَكونُ هناك عِلَّةٌ، فقد يَكونُ به أذًى، وقد يُريدُ بيانَ التَّيْسيرِ في الأمْرِ والاكتِفاءِ بإزالةِ الماءِ باليَدِ ونفْضِه، ويَحتمِلُ أنَّه كان مُستعجِلًا؛ بدليلِ أنَّه "جعَل يَنفُضُ الماءً"؛ لِيُزيلَ الماءَ العالِقَ بجَسدِه دونَ أنْ يُنشِّفَه بالثَّوبِ، وقيل غيرُ ذلك.