باب ترك الوضوء مما غيرت النار 3
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا بن جريج قال حدثني محمد بن يوسف عن بن يسار عن بن عباس قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم أكل خبزا ولحما ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ
قال الشيخ الألباني : صحيح
في هذا الحديثِ يقولُ جابِرُ بنُ عبدِ الله الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنهما: قرَّبْتُ، أي: قدَّمْتُ للنَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم خُبزًا ولحمًا فأكَل، ثم دعا بوَضُوءٍ فتوضَّأ به، أي: بعدَما فرَغ مِن الطَّعَامِ طلَبَ ماءً ليتوضَّأ به، ثم صلَّى الظُّهْرَ، ثم دعا بفَضْلِ طَعامِهِ فأَكَلَ، أي: طلَب ما بقِي مِن طعَامِه ليَأْكُلَه، فجمَع بين الطَّعَامَيْنِ، وعاد إلى فَضْلَةِ طَعَامه صلَّى الله عليه وسلَّم، وهذا مِن تَوَاضُعِه صلَّى الله عليه وسلَّم، ثم قام إلى الصَّلاةِ ولم يَتوضَّأْ؛ فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكَل طعامًا مسَّتْهُ النَّارُ، وهو الخُبْزُ واللَّحْمُ، وتوَضَّأ لصلاةِ الظُّهْرِ، ثم دعا بفَضْلَة طعامِه فأكَل ولم يَتوضَّأْ لصلاةِ العَصْرِ؛ تَعليمًا لأُمَّتِه، ولرَفْعِ الحَرَجِ عنهم، فكان آخِرُ الأمْرَينِ تَرْكَ الوُضوءِ ممَّا مسَّتِ النَّارُ، ونُسِخَ حديثُ الوُضوءِ ممَّا مسَّته النَّارُ
وفي الحديثِ: أنَّه لا بأسَ في قَطْعِ الطَّعامِ لحاجةٍ والرجوعِ إليه وأكْلِ ما فَضَل منه