باب حب النساء 2
سنن النسائي
أخبرنا علي بن مسلم الطوسي قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حبب إلي النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أعبَدَ النَّاسِ وأتْقاهم للهِ عزَّ وجلَّ؛ فلم يكُنْ يُحِبُّ مِن الدُّنيا إلَّا الطَّيِّبَ، فأحَبَّ أزواجَه، وأحَبَّ الرَّوائحَ الطَّيِّبةَ؛ مِن مِسْكٍ وغيرِه، وحَثَّ عليه ورغَّبَ فيه، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
في هذا الحديثِ: "حُبِّبَ إليَّ مِن الدُّنيا"، أي: نَصيبي منها وما أتحصَّلُ عليه مِن مَتاعِها: "النِّساءُ"، أي: زَوْجاتُه رَضِي اللهُ عَنهنَّ، وهنَّ مِن أَوْلى مَن يدخُلُ في قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: "خيرُ مَتاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ"، "والطِّيبُ"، أي: العُطورُ ونَحوُها ممَّا يُدَّهَنُ به، "وجُعِلَ قُرَّةُ عَيْني في الصَّلاةِ"، وهذا بيانٌ لعظيمِ محبَّتِه لها؛ وذلكَ لِما فيها مِن القُرْبِ مِن المولَى عزَّ وجلَّ؛ فلا شيءَ يُسعِدُه ويُدخِلُ عليه السُّرورَ بمِثْلِ ما تُدخِلُ عليه الصَّلاةُ؛ فقُرَّةُ العينِ يُعبَّرُ بها عنِ المَسرَّةِ ورؤيةِ ما يُحِبُّه الإنسانُ
وفي الحديثِ: الحَثُّ على التَّطيُّبِ بالرَّوائحِ الطَّيِّبةِ
وفيه: بَيانُ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلاةِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وأنَّها يَنبغي أنْ تكونَ الأَوْلَى عندَ كلِّ مسلِمٍ