باب حسن معاشرة النساء 2
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه
عن عائشة، قالت: سابقني النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبقته (1).
التَّلطُّفُ وحُسْنُ العِشْرةِ معَ الأهلِ مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ الذي علَّمَنا إيَّاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: "أنَّها كانَت مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفَرٍ"، أي: خَرَجتْ مَعَه في إحدى أسفارِه، قالتْ: "فسابَقتُه"، أي: تَنافَسْنا في سِباقٍ، "فسبقتُه على رِجْلي"، أي: كُنتُ أنا السَّابقةَ والمُتقدِّمةَ في سِباقِ الجَريِ على الأرجُلِ لا على الدَّوابِّ، "فلمَّا حَمَلتُ اللَّحمَ"، أي: زاد وَزْني وسَمِنتُ، "سابَقتُه"، أي: أَعَدْنا المنافسةَ في سَفَرٍ آخَرَ؛ "فسَبَقَني"، أي: فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هو السابقَ هذه المرَّةَ، فقال لها النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين رَبِحَ: "هذه بتِلْكِ السَّبْقَةِ"، أي: سَبَقتُكِ كما سَبَقْتِني مِن قَبْلُ، فأصبَحْنا مُتساوِيَيْن في ذلك، وهذا مِن جميلِ مُعاشَرتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأزْواجِه.
وفي الحَديثِ: تَواضُعُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولُطْفُه مع أَهْلِه، وبيانُ ما كان عليه مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ.