باب صيام يوم عاشوراء 4
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبد الله بن عمير مولى ابن عباس
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع" (1).
كانتِ اليهودُ تَصومُ يومَ عاشوراءَ (العاشرَ مِن مُحرَّمٍ)؛ تعظيمًا لهذا اليومِ الَّذي نجَّى اللهُ فيه موسى مِن فِرعونَ، فسَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صِيامَه، مع مُخالفةِ اليهودِ فيه
وفي هذا الحديثِ يقول عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنه: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لئنْ بَقِيتُ إلى قابلٍ"، أي: إنْ عاش النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبَقِيَ حيًّا إلى العامِ التَّالي، "لَأصومَنَّ اليومَ التَّاسعَ"، أي: يصومُ التَّاسعَ مِن مُحرَّمٍ مع يومِ عاشوراءَ، وهو اليومُ العاشرُ مِن مُحرَّمٍ، وفي رِوايةِ مُسلمٍ: "قال ابنُ عبَّاسٍ: فلم يأْتِ العامُ المُقبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، قيل: ولعلَّ السَّببَ في صَومِ التَّاسعِ مع العاشرِ ألَّا يَتشبَّهَ باليهودِ في إفرادِ العاشرِ. وفي رِوايةِ ابنِ ماجه: قال ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "مخافةَ أنْ يَفوتَه عاشوراءُ"