باب فضل من ذهب بصره
بطاقات دعوية
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:
نِعمةُ البصَرِ مِن أجَلِّ النِّعمِ على الإنسانِ؛ ولذلك عَظُم ثَوابُ مَن فقَدها وصبَر، وابتَغى الأجرَ في ذلك.
وفي هذا الحَديثِ بُشرَى عَظيمةٌ لكلِّ مُؤمنٍ ابتلاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ في بصَرِه؛ فيَروي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن رَبِّ العِزَّةِ أنَّه قال: «إذا ابتَليتُ عَبدي بِحَبِيبَتَيْه»، أي: إذا ابْتَليتُه بعَينَيْه اللَّتينِ هما أحَبُّ حَواسِّه إليه، فذهَبَ عنه نُورُهما، فصَبَر على فِقدانِ بصَرِه مُحتسِبًا الثَّوابَ والأجرَ الذي أَعَدَّهُ اللهُ للصَّابرينَ؛ عوَّضتُه منهما الجنَّةَ.
وقد سمَّى العَينينِ بالمحبوبتينِ؛ لأنَّهما أحَبُّ أعضاءِ الإنسانِ إليه؛ لِمَا يَحصُلُ له بفَقْدِهما مِن الأسَفِ على فَواتِ رُؤيةِ ما يُريدُ رُؤيتَه مِن خيرٍ فيُسَرُّ به، أو شرٍّ فيَجتنِبُه.
وفي الحَديثِ: حَثٌّ لِمن ابتُلِيَ بذَهابِ بَصَرِه أو بفَقدِ جارِحةٍ من جوارِحِه أن يتلقَّى ذلك بالصَّبرِ والشُّكرِ والاحتسابِ، ولِيَرضَ باختبارِ اللهِ له ذلك؛ ليحصُلَ على أفضَلِ العِوَضَينِ وأعظَمِ النِّعَمَتينِ، وهي الجنَّةُ.