باب فى الرجل يصيب من المرأة دون الجماع فيتوب قبل أن يأخذه الإمام
حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو الأحوص حدثنا سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا قال عبد الله جاء رجل إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فقال إنى عالجت امرأة من أقصى المدينة فأصبت منها ما دون أن أمسها فأنا هذا فأقم على ما شئت. فقال عمر قد ستر الله عليك لو سترت على نفسك. فلم يرد عليه النبى -صلى الله عليه وسلم- شيئا فانطلق الرجل فأتبعه النبى -صلى الله عليه وسلم- رجلا فدعاه فتلا عليه (وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل) إلى آخر الآية فقال رجل من القوم يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة فقال « بل للناس كافة ».
من الوسائل التي تساعد الإنسان على التوبة: أن يحرص على مضاعفة الأعمال الصالحة وتكثيرها؛ حتى تغلب على حياته وقلبه، ومن هذه الوسائل التي تكفر السيئات الصلاة.وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلا قبل امرأة لا تحل له، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما جرى، فأنزل الله هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار} [هود: 114]، أي: أقم الصلاة المفروضة في أول النهار وآخره، وهي: صلاة الفجر والظهر والعصر، {وزلفا من الليل}، أي: وأقم الصلاة أيضا في ساعات من الليل، وهي صلاة المغرب والعشاء، {إن الحسنات يذهبن السيئات}: إن الأعمال الصالحة من الصلاة وغيرها تكفر صغائر الذنوب، فسأل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هل الحكم خاص بي وحدي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لجميع أمتي كلهم. وفي هذا تأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم بعد تأكيد؛ ليشمل هذا الموجودين والمعدومين، يعني: هذا لهم، وأنت منهم.وهذا التكفير للذنوب خاص بالصغائر، أما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة تامة، بشروطها
وفي الحديث: بيان مدى رحمة الله بعباده، وأنه يقبل التائبين