باب فى صفايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأموال
حدثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبى البخترى قال سمعت حديثا من رجل فأعجبنى فقلت اكتبه لى فأتى به مكتوبا مذبرا دخل العباس وعلى على عمر وعنده طلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد وهما يختصمان فقال عمر لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد ألم تعلموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « كل مال النبى -صلى الله عليه وسلم- صدقة إلا ما أطعمه أهله وكساهم إنا لا نورث ». قالوا بلى. قال فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينفق من ماله على أهله ويتصدق بفضله ثم توفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوليها أبو بكر سنتين فكان يصنع الذى كان يصنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ثم ذكر شيئا من حديث مالك بن أوس.
الأنبياء لم يورثوا مالا، وإنما ورثوا العلم، فالعلم يبقى، وتفنى الأموال
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقتسم ورثتي دينارا"، أي: ليس لهم من أموالي شيء؛ فالأنبياء لا تورث، "ما تركت بعد نفقة نسائي"، أي: ما تحتاجه زوجاته أمهات المؤمنين من نفقات، "ومؤنة"، أي: ما يحتاج من نفقة "عاملي"، أي: الخليفة والقائم بأمر المسلمين من بعده، وقيل: العامل على الصدقة، وقيل: العامل على النخل، وقيل: يعني خادمه، "فهو صدقة"، أي: ما ترك بعد نفقة الأهل والعامل فهو صدقة على المسلمين
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرر أنه لا يورث، بل ما ترك فهو صدقة