باب فى كراهة جز نواصى الخيل وأذنابها
حدثنا أبو توبة عن الهيثم بن حميد ح وحدثنا خشيش بن أصرم حدثنا أبو عاصم جميعا عن ثور بن يزيد عن نصر الكنانى عن رجل. وقال أبو توبة : عن ثور بن يزيد عن شيخ من بنى سليم عن عتبة بن عبد السلمى - وهذا لفظه - أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : « لا تقصوا نواصى الخيل ولا معارفها ولا أذنابها فإن أذنابها مذابها ومعارفها دفاؤها ونواصيها معقود فيها الخير ».
الخَيْلُ حَيوانٌ لَطِيفٌ، وبه مِن صِفاتِ الكَرامةِ والجَمالِ ما فيه، وقد جعَل الله عزَّ وجلَّ الخيرَ في نَوَاصِي الخَيْلِ، وفي ذلك يقولُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَقُصُّوا نَوَاصِيَ الخَيْلِ"، أي: لا تُزِيلُوا الشَّعْرَ الَّذِي يكونُ في أعلَى رأسِها، "ولا مَعَارِفَها"، أي: الشَّعْرَ الَّذِي يكونُ على رَقَبَتِها، "ولا أَذْنابَها"، أي: ولا شَعْرَ الذَّيْلِ؛ "فإنَّ أَذْنابَها"، أي: فإنَّ شَعْرَ الذَّيْلِ "مَذَابُّها"، أي: تَذُبُّ وتَمْنَعُ بها ما يُؤذِيها مِن الهَوَامِّ والحَشَراتِ، "ومَعَارِفَها دِفَاؤُها"، أي: وَشَعْرُ رقبتِها تَستدفِئُ به وقتَ البَرْدِ، "ونَواصِيَها مَعْقُودٌ فيها"، أي: وشَعْرُ رأسِها مَقْرُونٌ ومَرْبُوطٌ فيه "الخيرُ"
وفي الحديثِ: الحثُّ على إكرامِ الخَيْلِ؛ لِمَا فيها مِن خيرٍ وبَرَكَةٍ