باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد
حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، قال: لقيت عقبة بن مسلم، فقلت له: بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم»، قال: أقط؟ قلت: نعم، قال: فإذا قال: ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه رضي الله عنهم أذكارا عند كل موقف؛ وذلك حتى يظل لسانهم رطبا بذكر الله عز وجل
وفي هذا الحديث: يروي عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان "إذا دخل المسجد"، أي: إذا أراد أن يدخل عند عتبة باب المسجد، قال: "أعوذ"، أي: ألتجئ وأحتمي "بالله العظيم، وبوجهه الكريم"، أي: الذي لا يرد سائلا، "وسلطانه"، أي: قوته وقدرته وغلبته، "القديم"، أي: الأبدي الدائم، "من الشيطان الرجيم"، أي: من شر الشيطان الملعون المطرود من رحمة الله تعالى، "قال: أقط؟"، أي: هل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا فقط؟ قال: نعم، "فإذا قال ذلك"، أي: إذا قال العبد هذا الدعاء عند دخوله المسجد، قال الشيطان: "حفظ مني سائر اليوم"، أي: حفظ الله قائل هذا الدعاء من سلطان الشيطان وشره باقي اليوم