باب التحصيب
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت إنما نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المحصب ليكون أسمح لخروجه وليس بسنة فمن شاء نزله ومن شاء لم ينزله.
وهو النزول في المحصب وهو ليس من أمر المناسك الذي يلزم فعله ، إنما هو منزل نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للاستراحة بعد الزوال ، فصلى فيه العصرين والمغربين ، وبات فيه ليلة الرابع عشر ، لكن لما نزله - صلى الله عليه وسلم - كان النزول به مستحبا اتباعا له ، وقد فعله بعده الخلفاء
( ليكون أسمح لخروجه ) : أي أسهل لخروجه راجعا إلى المدينة ( فمن شاء نزله ومن شاء لم ينزله ) : قال النووي : وإن عائشة وابن عباس كانا لا يقولان به ، ويقولان : هو منزل اتفاقي لا مقصود فحصل خلاف بين الصحابة - رضي الله عنهم - . ومذهب الشافعي ومالك والجمهور استحبابه اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء الراشدين وغيرهم ، وأجمعوا على أن من تركه لا شيء عليه ، ويستحب أن يصلي به الظهر والعصر والمغرب والعشاء ويبيت من بعض الليل أو كله اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - . والمحصب بفتح الحاء والصاد المهملتين ، والحصبة بفتح الحاء وإسكان الصاد والأبطح والبطحاء وخيف بني كنانة اسم لشيء واحد ، وأصل الخيف كل ما انحدر عن الجبل وارتفع عن المسيل . قال ابن عبد البر وتبعه عياض : اسم لمكان متسع بين مكة ومنى ، وهو أقرب إلى منى ، ويقال له الأبطح والبطحاء وخيف بني كنانة
قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه