باب فيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس2
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثنا بهز بن حكيم قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له ويل له» وفي الباب عن أبي هريرة «هذا حديث حسن»
المُسلِمُ الحَقُّ صادِقٌ لا يكذِبُ، ويَجتنبُ سَفاسِفَ الأُمورِ في الكَلامِ والأفعالِ.
وفي هذا الحديثِ تَربيةٌ وتَحذيرٌ نَبويٌّ، حيث يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ويلٌ للَّذي يُحدِّثُ بالحديثِ ليُضْحِكَ به القومَ"، أي: يكونُ غرَضُه مُنحصِرًا في الإضحاكِ؛ "فيَكذِبُ"، أي: فيَتجاوَزُ بالحديثِ والكلامِ إلى الكذِبِ؛ رغبةً في إضحاكِهم، "ويلٌ له، ويلٌ له"، أي: له الهلاكُ والعذابُ والخُسْرانُ؛ وذلك أنَّ الكذبَ حرامٌ، واللُّجوءُ إليه لغَرضٍ مثلِ الإضحاكِ يَزيده تحريمًا؛ فهو موضعٌ ليس للإنسانِ حاجةٌ فيه إلى الكَذبِ؛ فقد كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُمازِحُ أصحابَه ولا يقولُ إلَّا صِدْقًا.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على الصِّدْقِ في جميعِ الأقوالِ.
وفيه: التَّحذيرُ والتَّخويفُ من الكَذبِ وآثارِه.