باب ما جاء في أشراط الساعة5
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، ح وحدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع»: هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه في آخِرِ الزَّمانِ وقبلَ قِيامِ القيامةِ يَسودُ مَن ليس بأهلٍ للقِيادةِ والحُكمِ؛ فيَكونُ هو الممكَّنَ في الأرضِ السَّعيدَ فيها، وهذا مِن تبَدُّلِ الأحوالِ وتَغيُّرِها إلى الفسادِ والشَّرِّ؛ فيقولُ: "لا تقومُ السَّاعةُ"، أي: يومَ القيامةِ لن يَأتيَ "حتَّى يكونَ أسعَدَ النَّاسِ بالدُّنيا"، أي: يكونَ أكثرَ النَّاسِ سَعادةً ومالًا، وأطيبَهم عَيشًا، وأرفَعَهم مَنصِبًا، وأنفَذَهم حُكمًا، فهؤلاء الأربعُ جِماعُ الدُّنيا، "لُكَعُ ابنُ لُكعَ"، أي: لَئيمٌ ابنُ لئيمٍ، والمعنى: مَن لا يُعرَفُ له أصلٌ، ولا يُحمَدُ له خُلُقٌ، فهو وصفٌ يُطلَقُ على الحُمقِ والذَّمِّ، وقيل: إذا نُودي به الكبيرُ، فتَعْني الصَّغيرَ في العِلمِ والعقلِ.
وفي الحديثِ: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بما سيَحدُثُ بعدُ في آخِرِ الزَّمانِ، وهو مِن دَلائلِ نُبوَّتِه.
وفيه: انقلابُ الأحوالِ في آخِرِ الزَّمانِ.