باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم17

سنن الترمذى

باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم17

حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله القرشي قال: حدثنا يحيى البكاء، عن ابن عمر، قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة»: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» وفي الباب عن أبي جحيفة
‌‌_________

 وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سمع رجلا يتجشأ ) : بتشديد الشين المعجمة بعدها همزة أي : يخرج الجشاء من صدره ، وهو صوت مع ريح يخرج منه عند الشبع ، وقيل : عند امتلاء المعدة ، وقيل : الرجل وهب بن عبد الله ، وهو معدود في صغار الصحابة ، وكان في زمانه عليه الصلاة والسلام لم يبلغ الحلم ، روى أنه لم يملأ بطنه بعد ذلك . قال التوربشتي : الرجل هو وهب أبو جحيفة السوائي ، روي عنه أنه قال : أكلت ثريدة بر بلحم ، وأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أتجشأ ( فقال : أقصر " ) : بفتح الهمزة وكسر الصاد أي : امتنع ( " من جشائك " ) بضم الجيم ممدودا ، وكان أصل الطيبي رحمه الله أقصر عنا . فقال معناه اكفف عنا ، والنهي عن الجشاء هو النهي عن الشبع ; لأنه السبب الجالب له اه . وقيل : التجشؤ التكلف . ( " فإن أطول الناس " ) أي : أكثرهم في الزمان ( جوعا يوم القيامة أطولهم شبعا " ) : بكسر ففتح ( " في الدنيا " . رواه في شرح السنة ) : قال ميرك : هو وهب بن عبد الله أبو جحيفة روي عنه أنه قال : " أكلت ثريدة بلحم ، وأتيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأنا أتجشأ . فقال : " يا هذا كف من جشائك ; فإن أكثر الناس شبعا في الدنيا أكثرهم جوعا يوم القيامة " . رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد . قال المنذري : بل هو واه جدا فيه وهو ابن عوف ، وعمرو بن موسى ، لكن رواه البزار بإسنادين . رواة أحدهما ثقات ، ورواه ابن أبي الدنيا ، والطبراني في الكبير والأوسط ، والبيهقي وزاد قال الراوي : فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا ، كان إذا تعشى لا يتغدى ، وإذا تغدى لا يتعشى . وفي رواية لابن أبي الدنيا ، قال أبو جحيفة : فما ملأت بطني منذ ثلاثين سنة اه . ( وروى الترمذي نحوه ) : قال ميرك : ولفظه عن ابن عمر قال : تجشأ رجل عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له : " كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة