باب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم18
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: «يا بني لو رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصابتنا السماء لحسبت أن ريحنا ريح الضأن»: «هذا حديث صحيح، ومعنى هذا الحديث أنه كان ثيابهم الصوف، فإذا أصابهم المطر يجيء من ثيابهم ريح الضأن»_________
كان كثيرٌ مِن المسلِمين في أوَّلِ شأنِهم بالمدينةِ فُقراءَ قَليلي الثِّيابِ، حتَّى إنَّ أبا بُردَةَ بنَ أبي موسى الأشعريَّ يقول-كما في هذا الحَديثِ-: "قال لي أبي: يا بُنيَّ، لو رأيتَنا ونحنُ معَ نَبيِّنا صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: في زمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ومُلازمَتِهم له، والمراد: أنَّهم وهُم معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كانوا يَلبَسون الصُّوفَ، "وقد أصابَتْنا السَّماءُ"، أي: أصاب الثِّيابَ ماءُ المطَرِ، "حَسِبتَ أنَّ ريحَنا"، أي: الَّتي تَخرُجُ مِن الثِّيابِ "ريحُ الضَّأنِ"؛ وذلك لأنَّهم كانوا يَلبَسون الثِّيابَ المصنوعةَ مِن صُوفِ الضَّأنِ، فإذا ابتَلَّتْ ظهَر مِنها ريحُ الضَّأنِ.