باب ومن سورة الإخلاص
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا أبو سعد هو الصغاني، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فأنزل الله: {قل هو الله أحد الله الصمد} [الإخلاص: 1] فالصمد: الذي لم يلد ولم يولد، لأنه ليس شيء يولد إلا سيموت، وليس شيء يموت إلا سيورث، وإن الله عز وجل لا يموت ولا يورث: {ولم يكن له كفوا أحد} [الإخلاص: 4] قال: «لم يكن له شبيه ولا عدل وليس كمثله شيء»
تِلاوةُ القرآنِ وقِراءَتُه من أَجلِّ القُرباتِ، وقدْ خُصَّت بالذِّكرِ بعضُ السُّورِ والآياتِ الَّتي يكونُ لقارِئِها فَضلٌ عَظيمٌ في الأجرِ والثَّوابِ، ومن ذلك: ما جاء يَرويه أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه في هذا الحديثِ قائلًا: "أقبَلتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ فسَمِع رجُلًا يقرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 1، 2]"، أي: يقرَأُ سورةَ الإخلاصِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "وجَبَت"، أي: ثبتَتِ المثوبةُ لهذا الرَّجُلِ، قال أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه: "ما وجَبَت؟"، أي: ما جَزاؤُه وأجرُه الَّذي وجَب لهذا الرَّجُلِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الجنَّةُ"، أي: إنَّ أجرَ قِراءتِه لتلك السُّورةِ هو الجنَّةُ؛ وذلك لأنَّ فيها مَعانيَ التَّوحيدِ الخالِصَةَ للهِ، ونفْيَ صِفاتِ النَّقصِ عن اللهِ سبحانه، مع إثباتِ صِفاتِ الكمالِ، وعدَمِ النَّظيرِ؛ فمَن قرَأَها وهو موقِنٌ بما فيها فقد سَلِمَت عقيدتُه وإيمانُه، فوجَبَت له الجنَّةُ.