‌‌باب ما جاء في كتابة الشروط

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في كتابة الشروط

حدثنا محمد بن بشار قال: أخبرنا عباد بن ليث صاحب الكرابيسي البصري قال: أخبرنا عبد المجيد بن وهب، قال: قال لي العداء بن خالد بن هوذة: ألا أقرئك كتابا كتبه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: بلى، فأخرج لي كتابا: «هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشترى منه عبدا أو أمة، لا داء ولا غائلة ولا خبثة، بيع المسلم المسلم»: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن ليث، وقد روى عنه هذا الحديث غير واحد من أهل الحديث»
‌‌

قوله : ( حدثنا عباد بن ليث ) أبو الحسن البصري صدوق يخطئ من التاسعة ( صاحب الكرابيس ) ويقال له الكربيسي أيضا ، والكرابيس جمع كرباس بالكسر ثوب من القطن الأبيض معرب فارسيته بالفتح غيروه بوزن فعلال ، والنسبة كرابيسي كأنه شبه بالأنصاري وإلا فالقياس كرباسي ، كذا في القاموس ( قال لي العداء ) بفتح العين المهملة وتشديد الدال المهملة أيضا وآخره همزة بوزن الفعال ، صحابي قليل الحديث أسلم بعد حنين ( بن هوذة ) بفتح الهاء وسكون الواو هو ابن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة . قوله : ( لا داء ) قال المطرزي المراد به الباطن سواء ظهر منه شيء أم لا كوجع الكبد والسعال ، وقال ابن المنير : لا داء أي : يكتمه البائع وإلا فلو كان بالعبد داء وبينه البائع كان من بيع المسلم للمسلم ، ومحصله أنه لم يرد بقوله : لا داء . نفي الداء مطلقا ، بل نفي داء مخصوص ، وهو ما لم يطلع عليه ( ولا غائلة ) قيل : المراد بها الإباق ، وقال ابن بطال : هو من قولهم اغتالني فلان إذا احتال بحيلة سلب بها مالي . ( ولا خبثة ) بكسر الخاء المعجمة وبضمها وسكون الموحدة وبعدها مثلثة قيل : المراد الأخلاق الخبيثة كالإباق ، وقال صاحب العين : هي [ ص: 342 ] الدنية ، وقيل : المراد الحرام . كما عبر عن الحلال بالطيب ، وقيل الداء : ما كان في الخلق بفتح الخاء ، والخبثة ما كان في الخلق بضمها ، والغائلة سكوت البائع عن بيان ما يعلم من مكروه في المبيع ، قاله ابن العربي ، كذا في النيل . ( بيع المسلم المسلم ) المسلم الأول بالجر فاعل والثاني بالنصب مفعول ، والمعنى أن هذا بيع المسلم المسلم ليس فيه شيء مما ذكر من الداء والغائلة والخبثة . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه النسائي ، وابن ماجه ، وابن الجارود وعلقه البخاري .