باب فيمن نام عن وتره أو نسيه 1
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن يحيى، وأحمد بن الأزهر قالا: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي نضرة
عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوتروا قبل أن تصبحوا" (2).
لصَلاةِ اللَّيلِ فضلٌ عظيمٌ؛ ثَوابٌ جزيلٌ، وهي سببٌ للقُرْبِ مِن اللهِ سبحانه وتعالى، وفيها تُستجابُ الدَّعواتُ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا طلَعَ الفَجرُ"، أي: أتى وظهَر وقتُ الفجرِ بظهورِ الفجرِ الصَّادقِ في الأفُقِ، "فقدْ ذهَب كلُّ صلاةِ اللَّيلِ، والوِتر"، أي: خرَجَ وقتُ أداءِ قيامِ اللَّيلِ، والوِترِ، وهو مِنْ قيامِ اللَّيلِ، "فأوتِروا"، أي: فصَلُّوا الوِترَ، وأقَلُّ الوترِ ركعةٌ، وقيلَ: ثلاثُ ركعاتٍ، وأكثَرُه إحدى عَشْرةَ ركعةً، "قبلَ طُلوعِ الفجرِ"، أي: أدُّوا صلاةَ الوترِ قَبلَ ظُهورِ الفجرِ الصَّادقِ؛ فلا يُؤخَّرُ الوترُ إلى طُلوعِ الفَجرِ، فإذا نام عن الوترِ أو سَها عنه أو فرَّط فيه فلم يُوتِرْ حتَّى طلَع الفجرُ، فقيل: لا يُقضَى الوِترُ بعدَ ذلك؛ لأنَّه ليس بفَرْضٍ، وقيل: له أنْ يَقضيَه كما يَقضِي التطوُّعَ، وقيل: له أن يُوتِرَ ما لم يُصلِّ الظهرَ فإذا صلَّى الظهرَ فلا يَقضي الوترَ بعدَ ذلك، وقِيلَ غير ذلك.