باب في اتخاذ المنبر
حدثنا الحسن بن علي، حدثنا أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله، يجمع - أو يح
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في الجمعة والأعياد وغير ذلك من مناسبات الخطابة وهو واقف على جذع نخل في المسجد، وهذا الجذع لا يمكن الخطيب من الوقوف باطمئنان وثبات تام عليه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه وقوته كان متمكنا فلما كبر سنه اتخذ منبرا يتمكن من الاطمئنان عليه
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن"، أي: ثقل جسمه لكبر سنه، قال له تميم الداري: "ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله"، أي: نصنع لك منبرا بدلا من جذع الشجرة، "يجمع- أو يحمل- عظامك؟"، أي: يجمعها ويثبتها، ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنا في وقوفه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى"، أي: وافقه النبي صلى الله عليه وسلم على صنعه، قال ابن عمر: "فاتخذ له منبرا مرقاتين"، أي: صنع له منبرا من درجتين
وقد ثبت في الصحيح أن المنبر كان له ثلاث درجات؛ فلعل الذي ذكر مرقاتين أو درجتين لم يعتبر الدرجة التي كان يجلس عليها النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الحديث: بيان حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم مع حرصهم على راحته
مل - عظامك؟ قال: «بلى»، فاتخذ له منبرا مرقاتين