باب في الاستتار عند الحاجة
عن أنس، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض». هكذا روى محمد بن ربيعة، عن الأعمش، عن أنس، هذا الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَيِيًّا، ويُعلِّمُ أمَّتَه الحياءَ، وكانَت العرَبُ لا يتَّخِذون الكُنُفَ والحمَّاماتِ في البُيوتِ، ويَتخَلَّوْن في الخلاءِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا أراد حاجةً"، أي: أراد قضاءَ حاجةٍ مِن التَّبوُّلِ أو التَّبرُّزِ في الخَلاءِ، وكان مِن عادتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يَبتعِدُ عن الأعيُنِ؛ حتَّى لا يَراه أحَدٌ، ومع ذلك كان "لا يَرفَعُ ثوبَه حتَّى يَدنُوَ مِن الأرضِ"،
أي: كان لا يرفَعُ ثوبَه، ولا يكشَفُ عورتَه إلَّا إذا اقترَبَ مِن الأرضِ؛ وهذا أكثرُ سِترًا وتحرُّزًا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على التحرُّزِ للخَلاء، ولِكَشفِ العورةِ؛ حتَّى لا يراها أحدٌ.