باب في الجمع في المسجد مرتين
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، عن سليمان الأسود، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أبصر رجلا يصلي وحده، فقال: ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه "
( ألا رجل يتصدق على هذا ) : أي يتفضل عليه ويحسن إليه ( فيصلي ) : بالنصب ( معه ) : ليحصل له ثواب الجماعة فيكون كأنه قد أعطاه صدقة
قال المظهر : سماه صدقة لأنه يتصدق عليه بثواب ست وعشرين درجة , إذ لو صلى منفردا لم يحصل له إلا ثواب صلاة واحدة
قال الطيبي : قوله فيصلي منصوب لوقوعه جواب قوله ألا رجل , كقولك : ألا تنزل فتصيب خيرا , وقيل الهمزة للاستفهام ولا بمعنى ليس , فعلى هذا فيصلي مرفوع عطفا على الخبر وهذا أولى كذا في المرقاة
والحديث يدل على جواز أن يصلي القوم جماعة في مسجد قد صلي فيه مرة
قال الترمذي : وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم من التابعين , قالوا : لا بأس أن يصلي القوم جماعة في مسجد قد صلي فيه , وبه يقول أحمد وإسحاق
وقال آخرون من أهل العلم : يصلون فرادى , وبه يقول سفيان وابن المبارك ومالك والشافعي يختارون الصلاة فرادى
انتهى
قال المنذري : وأخرجه الترمذي بنحوه وقال حديث حسن , وفيه : فقام رجل فصلى معه , انتهى