باب في المسح على الخفين ظاهرهما
عن المغيرة بن شعبة، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين على ظاهرهما»، حديث المغيرة حديث حسن، وهو حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن المغيرة، ولا نعلم أحدا يذكر، عن عروة، عن المغيرة على ظاهرهما غيره، وهو قول غير واحد من أهل العلم، وبه يقول: سفيان الثوري، وأحمد قال محمد: «وكان مالك يشير بعبد الرحمن بن أبي الزناد
المَسحُ على الخُفَّيْنِ ثابتٌ بالنُّصوصِ الصَّريحةِ الصَّحيحةِ، وقد رواهُ الجَمُّ الغفيرُ مِن الصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم، فبلَغَ عدَدُ مَن رَواهُ منهم أكثرَ مِن ثمانينَ صحابيًّا، منهم العَشَرةُ المُبشَّرونَ بالجَنَّةِ، ولا يُنكِرُه إلَّا مُبتدِعٌ، حتَّى صار المسحُ على الخُفَّينِ مِن الفُروعِ الفِقهيَّةِ المُميِّزةِ لأهلِ السُّنَّة والجماعةِ عن غَيرِهم مِن أهلِ الزَّيغِ والضَّلالِ، وهذا الحديثُ مِن الأحاديثِ التي رُوِيَ فيها عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مسَحَ على الخُفَّينِ، والخُفُّ هُوَ: ما يُلبَسُ في الرِّجلِ مِن جِلدٍ رَقيقٍ، ويكونُ ساتِرًا للكَعْبينِ فأكثَرَ، ورَاويهِ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه، وعندَما سأَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ أباه عمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهما عن هذا الحديثِ، قال له: إذا حدَّثَك سَعدٌ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيئًا، فلا تَسألْ عنه غَيرَه؛ وهذا لوُثوقِهم بسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ.
وفي الحديثِ: فضْلٌ ومَنقَبةٌ لسَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه.وفيه: تَزكيةُ الصَّحابةِ بعضِهم بعضًا.