‌‌باب ما جاء في النزول على الحكم

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في النزول على الحكم

حدثنا هناد قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي، قال: «عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من أنبت قتل، ومن لم ينبت خلي سبيله، فكنت ممن لم ينبت فخلي سبيلي»: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم أنهم يرون الإنبات بلوغا، إن لم يعرف احتلامه ولا سنه، وهو قول أحمد، وإسحاق
‌‌

البُلوغُ مَرحلَةٌ يَنتقِلُ فيها الغُلامُ أو الجاريَةُ إلى مَرحلَةِ التَّكليفِ والمؤاخذَةِ؛ ولذلك جعَلَ اللهُ للبُلوغِ عَلاماتٍ يُعرَف بها. وفي هذا الحَديثِ يقولُ عطيَّةُ القُرَظِيُّ: "كنتُ مِن سبْيِ بَني قُرَيظَةَ"، أي: ممَّن أُسِرَ منهم في الحرْبِ وأُخِذَ في الغنيمَةِ، "فكانوا"، أي: الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم، "يَنظُرون"، أي: إلى عانَةِ مَن يَشتبِهون فيهِ هل هو بلَغَ أو لمْ يبْلُغْ فيَكشِفون عانتَه، "فمَن أنبَت الشَّعرَ" على العانَةِ، "قُتِلَ"؛ لأنَّه رجُلٌ يُحسَبُ في المقاتِلين، "ومَن لم يُنبِت" الشَّعرَ، "لم يُقتلْ"؛ لأنَّه صَغيرٌ.
قال عطيَّةُ القُرَظِيُّ: "فكنتُ فيمَن لم يُنبِتْ" شَعرَ العانَةِ، "وفي روايَةٍ" لهذا الحَديثِ، قال عطيَّةُ القُرَظِيُّ: "فكَشَفوا"، أي: الصَّحابَةُ، "عانَتي"؛ ليَنظروا هل بها شَعرٌ أم لا؛ والمُرادُ بالعانَةِ ما يكونُ فوْقَ الفرْجِ وحوالَيْهِ من الشَّعرِ، "فوجَدوها"، أي: العانَةَ، "لمْ تنبُتْ" ولم يظهَرْ عليها الشَّعْرُ، "فجَعلوني من السَّبْيِ"؛ من النِّساءِ والوِلْدانِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ إنْباتَ شَعرِ العانَةِ دليلٌ على البُلوغِ.