باب ما جاء في الاعتدال في السجود1
سنن الترمذى
حدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب»، وفي الباب عن عبد الرحمن بن شبل، وأنس، والبراء، وأبي حميد، وعائشة، «حديث جابر حديث حسن صحيح» والعمل عليه عند أهل العلم: يختارون الاعتدال في السجود، ويكرهون الافتراش كافتراش السبع "
الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقد علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم الأمَّةَ كيفيَّاتِها وهيئاتِها؛ مِن الوُقوفِ والرُّكوعِ والسُّجودِ والرَّفعِ وغيرِ ذلك.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "اعتَدِلوا في السُّجودِ"، أيِ: اعتَدِلوا واسجُدوا بهَيئةٍ مُناسِبةٍ بالتَّوسُّطِ بينَ الانقِباضِ وتَداخُلِ أعضاءِ الجسَدِ في بَعضِها وبينَ البَسْطِ والافتِراشِ، "ولا يَفتَرِشْ أحَدُكم ذِراعَيه افتِراشَ الكَلبِ"، وفي حديثٍ آخرَ: "افتِراشَ السَّبُعِ"، والافتِراشُ بأنْ يَمُدَّ المرءُ يدَيهِ وذِراعَيه ويَجعَلَهما على الأرضِ كأنَّهما يَدَا الكلبِ أو الأسَدِ الرَّابضِ على الأرضِ.
وفي الحديثِ: الأمرُ بالاعتِدالِ والتَّوسُّطِ في هَيئةِ السُّجودِ، والنَّهيُ عن افتِراشِ الكلبِ أو السَّبُعِ.