باب في بيان كثرة طرق الخير 12

بطاقات دعوية

باب في بيان كثرة طرق الخير 12

عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا» (1) رواه مسلم. (2)
__________
(1) قال النووي في شرح صحيح مسلم 3/ 328 (857): «في الحديث: استحباب وتحسين الوضوء، وإحسانه الإتيان به ثلاثا ثلاثا، ودلك الأعضاء وإطالة الغرة والتحجيل، وتقديم الميامن، والإتيان بسننه المشهورة، وفيه أن التنفل قبل خروج الإمام يوم الجمعة مستحب، وفيه النهي عن مس الحصا وغيره من أنواع العبث في حالة الخطبة».

يوم الجمعة يوم عظيم، وهو خير أيام الأسبوع، وفيه يجتمع المسلمون للصلاة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التطهر وتحسين المظهر في هذا اليوم، وخاصة عند صلاة الجمعة
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من اغتسل، فعمم جميع بدنه بالماء -والاغتسال يوم الجمعة يتأكد في حق كل ذكر بالغ من المسلمين ممن وجبت عليه الجمعة- ثم ذهب إلى المسجد وبكر في حضوره إلى المسجد قبل صعود الإمام على المنبر، فصلى ما قدر له من النوافل ما شاء الله له أن يصلي، فيصلي ركعتين ركعتين، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة، ثم استمع وأنصت حتى ينتهي الإمام من خطبته، ثم يصلي معه ركعتي الجمعة؛ كان أجره أن يغفر الله له ذنوب ما بين الساعة التي يصلي فيها الجمعة إلى مثلها من الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام، فتكون الحسنة بعشر أمثالها، حيث صار يوم الجمعة بعشرة أيام.
والمقصود أن الذنوب الصغائر هي التي يغفرها الله، أما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة تامة، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان؛ مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر»
ومن الآداب الواردة في السنة ليوم الجمعة: التطيب، ولبس أحسن الثياب لصلاة الجمعة، والتبكير إليها، وعدم التفريق بين الصفوف
وفي الحديث: فضل الغسل يوم الجمعة
وفيه: الحث على التنفل قبل صعود الإمام المنبر يوم الجمعة
وفيه: الحث على الإنصات لسماع الخطبة