باب في ذكر عمان
بطاقات دعوية
عن أبي برزة - رضي الله عنه - قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا إلى حي من أحياء العرب فسبوه وضربوه فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك. (م 7/ 190
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبعَثُ أصحابَه في الآفاقِ بالرَّسائلِ والكتبِ، يُعلِّمون الأحياءَ والقبائلَ بدَعوةِ التَّوحيدِ، فكان منهم مَن يَقبَلُ ويَدخُلُ في الإسلامِ، ومنهم مَن يَبْقى على كُفرِه مع مُسالَمةِ المسْلِمين، ومنهم مَن يُقاتِلُ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو بَرْزةَ نَضْلةُ بنُ عُبَيدٍ الأسلميُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ رَجلًا مِن أصحابِه إلى حَيٍّ مِن أحياءِ العربِ ليَدْعُوَهم إلى الإسلامِ، فَسَبُّوه وضَربوه، وأوْقَعوا به الأذى، فرَجَع الرَّجلُ مِن عِندهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأخبَرَه بأذاهُم له، فَقالَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو أنَّ أهلَ عُمَان أتَيْتَ»، أي: ذَهبْتَ إليهم ودَعَوْتَهم إلى الحقِّ، ما سَبُّوك ولا ضَربوكَ وما عامَلَك أهْلُها بمِثلِ ما عامَلَك هذا الحيُّ مِن العرَبِ، يعني: أنَّ أهلَ عُمانَ قومٌ فِيهم عِلْمٌ، وعَفافٌ، وتَثَبُّتٌ، وعُمانُ بَلدةٌ ناحيةَ اليَمنِ، وهي الآنَ في سَلطنةِ عُمانَ، وقيل: مَدينةٌ بالبحرينِ.
وهذا مِن الثَّناءِ على أهلِ عُماَن، وبَيانِ فَضلِهم، وأنَّهم يَحترِمون مَن جاءهُم، ولا يَرى منهم إلَّا كلَّ خَيرٍ.
وفي الحديثِ: فَضيلةُ مَن سَلِم المسْلِمون من أذاهُ.
وفيه: تَحمُّلِ أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَشاقِّ نَشرِ الدَّعوةِ والإسلامِ.