باب في صلاة القاعد
حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، وأبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا، فيقرأ وهو جالس، وإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأها وهو قائم، ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك»، قال أبو داود: رواه علقمة بن وقاص، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
النبي صلى الله عليه وسلم هو الأسوة والقدوة الحسنة لكل الأمة، وقد علمنا اليسر في العبادة، وضرب لنا المثل في يسر الشريعة، ونهانا عن التكلف فيها، ومن ذلك ما جاء عنه في هذا الحديث، حيث تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قيام الليل جالسا؛ وذلك لما كبر سنه، كما في رواية البخاري، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته قريب من ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأ ما تبقى وهو قائم، ثم ركع، ثم سجد، ويفعل في الركعة الثانية مثلما فعل في الركعة الأولى؛ وهو أن يصلي وهو جالس، فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم، فإذا قضى صلى الله عليه وسلم صلاته نظر إلى عائشة: فإن كانت مستيقظة تحدث معها قبل أن ينام، وإن كانت نائمة وضع جنبه على الأرض ونام
وفي الحديث: بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حسن العشرة مع أزواجه، وحديثه معهن
وفيه: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل، ومواظبته في ذلك، حتى عندما كبرت سنه
وفيه: مشروعية جلوس المتطوع في الصلاة، والقراءة وهو جالس مع قدرته على القيام
وفيه: أن السنة تطويل القراءة في صلاة الليل