باب قتل أبي جهل 9
بطاقات دعوية
عن ابن عباس - رضى الله عنهما {الذين بدلوا نعمة الله كفرا}؛ قال: هم والله كفار قريش. قال عمرو: هم قريش، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - نعمة الله، {وأحلوا قومهم دار البوار}؛ قال: النار يوم بدر.
أرسَلَ اللهُ تعالَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَحْمةً للعالَمينَ، وهذه مِن أجَلِّ نِعَمِ اللهِ الَّتي تَستَحِقُّ منَّا الحَمدَ للهِ، واتِّباعَ أوامِرِه، وما جاء به رَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يُفسِّرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قولَ اللهِ تعالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28]، فأقْسَمَ باللهِ أنَّهم كفَّارُ قُرَيشٍ.
قال عَمرٌو -وهو ابنُ دينارٍ، أحَدُ رُواةِ الحَديثِ-: هُم قُرَيشٌ، ومُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو نِعْمةُ اللهِ، أنعَمَ به عليهم، فكَفَروا نِعْمةَ اللهِ عزَّ وجلَّ، {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ} الَّذين تابَعوهُم على الكُفرِ {دَارَ الْبَوَارِ} وهي جَهنَّمُ، وسُمِّيَت بدارِ البَوارِ؛ لإهْلاكِها مَن يَدخُلُها، وإنَّما أحَلُّوهمُ النَّارَ يَومَ بَدرٍ؛ لأنَّهُم لمَّا قُتِلوا يَومَئذٍ على الكُفرِ دَخَلوا عَقيبَ القَتلِ النَّارَ، وغَزْوةُ بَدرٍ هي أوَّلُ مَعرَكةٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي الفاصِلةُ بيْن الإيمانِ والكُفرِ، وسَمَّاها اللهُ تعالَى يَومَ الفُرْقانِ، وكانت في رَمضانَ مِن السَّنةِ الثَّانيةِ مِن الهِجْرةِ، وفي هذه الغَزْوةِ نصَر اللهُ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والصَّحابةَ على قُرَيشٍ.