باب قوله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم}2
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة، حدثنا نهار العبدي أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله ليسأل العبد يوم القيامة، حتى يقول: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته، قال: يا رب رجوتك وفرقت الناس" (1)
جعَلَ اللهُ سُبحانَه الخيريَّةَ في هذه الأمَّةِ وفضَّلَها به على سائرِ الأممِ؛ ووصفَها بأنَّها تَأمُرُ بالمعروفِ، وتَنْهى عن المنكَرِ، وستُسألُ عن التقصيرِ في هذا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو سعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عَنه: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: "إنَّ اللهَ لَيَسأَلُ العبدَ يومَ القيامةِ"، أي: يَسأَلُه عن كلِّ شيءٍ، "حتَّى يقولَ: ما منَعَك إذْ رأيتَ المنكَرَ أن تُنكِرَه؟!"، أي: ما عُذرُك في عدَمِ النَّهيِ عن المنكَرِ عِندَ حُضورِك له؟! "فإذا لَقَّن اللهُ"، مِن التَّلقينِ والتَّفهيمِ، أيْ: فَهَّم وألْهَم "العبدَ حُجَّتَه"، أي: بُرهانَه في جوابِه لربِّه، "قال"، أي: العبدُ: "يا ربِّ رَجَوتُك" أن تَغفِرَ لي ولا تُؤاخِذَني بتَركِ النَّكيرِ، "وفَرِقْتُ مِن النَّاسِ"، أيْ: خِفتُ مِنهم، فسامَحتُ في حقِّك؛ اعتِمادًا على أنَّك كريمٌ مَرجُوٌّ؛ لكَمالِ فَضلِك ولُطفِك.
وفي الحديثِ: الحثُّ على إنكارِ المنكَرِ.