باب ما جاء أن الداعي يبدأ بنفسه
سنن الترمذى
حدثنا أبو كريب، ومحمد بن عبيد المحاربي، قالا: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة، عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه»: " هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والبهي اسمه: عبد الله "
للدُّعاءِ آدابٌ علَّمها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّتَه، وأمَرها بها؛ وينبَغي الاقتداءُ به صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ومِن تِلك الآدابِ ما في هذا الحديثِ، حيث يُخبِرُ به أُبيُّ بنُ كعبٍ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "كان إذا ذكَر أحَدًا فدَعا له بدَأ بنَفسِه"، أي: بدَأ بالدُّعاءِ لِنَفسِه إذا قرَن دُعاءَه بالدُّعاءِ لغَيرِه، وقيل: هذا إذا دعا لنبيٍّ، أمَّا غيرُ الأنبياءِ فلم يَكُنْ يَبدَأُ بنَفسِه، بل يَدْعو مُباشَرةً لغيرِه، وقيل: بل دَعا لِبَعضِ الأنبياءِ فلم يَبدَأْ بنَفسِه، فبَداءتُه بالدُّعاءِ لم تَكُنْ شأنَه على الدَّوامِ.
وفي الحديثِ: عدمُ الإيثارِ في الطاعاتِ، وتقديمِ النَّفسِ فيها.