باب ما جاء في الألوية
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، وأبو كريب، ومحمد بن رافع قالوا: حدثنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن عمار يعني الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ولواؤه أبيض»: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم، عن شريك وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه، إلا من حديث يحيى بن آدم، عن شريك، وقال: حدثنا غير واحد، عن شريك، عن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر، «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء» قال محمد: «والحديث هو هذا».: والدهن بطن من بجيلة، وعمار الدهني هو عمار بن معاوية الدهني، ويكنى أبا معاوية وهو كوفي وهو ثقة عند أهل الحديث
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم يَرقُبون أحوالَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ليَتعلَّموا منه، وخاصَّةً في المُلِمَّاتِ، كالحربِ والغزْوِ، ونَقَلوا كل ذلك لمَن بعْدَهم، ووَصَفوا هيْئتَه ومَلابسَه وجميعَ أحوالِه.
وفي هَذا الحَديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ الجَليلُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم دَخلَ مَكَّةَ يومَ الفَتحِ الَّذي وقَعَ في العامِ الثَّامنِ مِن الهجرةِ، وَكان يَلبَسَ في ذلكَ اليومِ على رأسِه عِمامةً سَوداءً، فلَم يَكُنْ حينئِذٍ مُحرِمًا بمَلابسَ أو بِنيَّةِ الإحرامِ في هَذا اليومِ؛ لأنَّه لم يُرِدْ نُسكًا، بلْ أراد فتْحَ مكَّةَ.
وفي الصَّحيحينِ: عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِي اللهُ عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم دخَلَ عامَ الفتحِ وعلى رأسِه المِغفَرُ»، فيَحتمِلُ أنْ يكونَ المِغفَرُ فوقَ العِمامةِ؛ وِقايةً لرَأْسِه المكرَّمِ مِن صَدَأِ الحديدِ، أو كانت العِمامةُ فوقَ المِغفَرِ، أو كان أوَّلَ دُخولِه على رَأسِه المِغفَرُ، ثمَّ أزالَهُ ولَبِسَ العِمامةَ بعْدَ ذلك، فحَكى كلٌّ منهما ما رآهُ.