باب ما جاء في التأمين
سنن الترمذى
حدثنا بندار قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، قالا: حدثنا سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7]، فقال: «آمين»، ومد بها صوته وفي الباب عن علي، وأبي هريرة. حديث وائل بن حجر حديث حسن، وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم: يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين، ولا يخفيها، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق. وروى شعبة هذا الحديث، عن سلمة بن كهيل، عن حجر أبي العنبس، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7]، فقال: «آمين» وخفض بها صوته. سمعت محمدا يقول: " حديث سفيان أصح من حديث شعبة في هذا، وأخطأ شعبة في مواضع من هذا الحديث، فقال: عن حجر أبي العنبس، وإنما هو حجر بن عنبس ويكنى أبا السكن، وزاد فيه، عن علقمة بن وائل، وليس فيه عن علقمة، وإنما هو حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر وقال: وخفض بها صوته، وإنما هو: ومد بها صوته ". وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقال: «حديث سفيان في هذا أصح»، قال: وروى العلاء بن صالح الأسدي، عن سلمة بن كهيل، نحو رواية سفيان
كان الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ عليهِم حَريصِينَ على تَتبُّعِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في أقوالِه وأفعالِه وكلِّ أحوالِه؛ لِيَتعلَّموا ويَقتَدوا به، وقد نقَلوا لنا كلَّ ذلك بأمانةٍ وصِدقٍ، وفي هذا الحديثِ يقولُ وائلُ بنُ حُجْرٍ رضِيَ اللهُ عنه- وكان متأخِّرَ الإسلامِ، وحريصا على نقْلِ صِفةِ صَلاةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم-: "سمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قرَأ"، أي: سورةَ الفاتحةِ في الصَّلاةِ، فلمَّا وصَل إلى قولِه تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، "وقال: آمِينَ"، أي: عقِبَ الانتهاءِ مِن الفاتحةِ وقبْلَ أن يقرأَ سورةً أخرى، ومعنى آمِينَ: اللَّهمَّ استجِبْ، "ومَدَّ بها صوتَه"، أي: جهَرَ بها، وقيل: لا يلزَمُ مِن سَماعِ صوتِه الجَهْرُ بها، أو أنَّه فعل ذلك على وجهِ التَّعليمِ وبيانِ الجوازِ.