‌‌باب ما جاء في صلة الرحم2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في صلة الرحم2

حدثنا ابن أبي عمر، ونصر بن علي، وسعيد بن عبد الرحمن، قالوا: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع» قال ابن أبي عمر: قال سفيان: يعني قاطع رحم،: هذا حديث حسن صحيح
‌‌_________‌‌

الأرحامُ: هم أقاربُ الإنسانِ، وكلُّ مَن يَربِطُهم رابطُ نسَبٍ، سواءٌ أكان وارثًا لهم أو غيرَ وارثٍ، وتَتأكَّدُ الصِّلةُ به كُلَّما كان أقرَبَ إليه نَسَبًا. وصِلةُ الرَّحمِ مِن أفضلِ الطَّاعاتِ الَّتي يَتقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه، وقدْ أمَرَ اللهُ تعالَى بها، وبيَّنَ أنَّ وَصْلَها مُوجِبٌ للمَثوبةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يَدخُلُ الجنَّةَ قاطِعٌ، وهو الذي يقطَعُ رَحِمَه بالهَجْرِ لهم والمعاداةِ، مع مَنْعِه إيَّاهم معروفَه ومَعُونتَه، ولعلَّ المرادَ أنَّه لا يَدخُلُها في أوَّلِ الأمرِ مع السَّابقينَ، بل يُعاقَبُ بتَأخُّرِه القدْرَ الَّذي يَريدُه اللهُ تعالى.
وقد ورَدَ الحثُّ فيما لا يُحصى مِن النُّصوصِ الشَّرعيَّةِ على صِلةِ الرَّحِمِ، ولم يَرِدْ لها ضابطٌ؛ فالمُعوَّلُ على العُرفِ، وهو يَختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ والأحوالِ والأزمنةِ، والواجبُ منها ما يُعَدُّ به في العُرفِ واصلًا، وما زادَ فهو تفضُّلٌ ومَكرُمةٌ، وأظهرُها: مُعاوَدتُهم، وبذْلُ الصَّدَقاتِ في فُقَرائِهم، والهَدايا لأغنيائِهم.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على التراحُمِ بين النَّاسِ وصِلةِ الأرحامِ بينهم.
وفيه: التحذيرُ الشديدُ مِن قَطْعِ الأرحامِ بين النَّاسِ.