باب في فاتحة الكتاب
سنن الترمذى
حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته يقرأ: {الحمد لله رب العالمين} [الفاتحة: 2]، ثم يقف، {الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 1]، ثم يقف، وكان يقرؤها: (ملك يوم الدين) ". هذا حديث غريب وبه يقرأ أبو عبيد ويختاره. هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي، وغيره عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، وليس إسناده بمتصل لأن الليث بن سعد، روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة. وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ (ملك يوم الدين)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أفصَحَ العرَبِ لهجةً، وأتمَّهم بلاغةً، وفي قِراءةِ القُرآنِ كان يَقِفُ على الآيِ آيةً آيةً؛ لِيَبينَ لِمَن وَراءَه رُؤوسُ الآياتِ ومَعانيها، وفي هذا الحديثِ تبيِّنُ أمُّ سَلمَةَ رضِيَ اللهُ عنها قِراءةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم لآياتٍ مِن الفاتحةِ، وهي: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1 - 3]؛ يُقطِّعُ قِراءتَه، أي: في الصَّلاةِ وغَيرِها، آيةً آيةً، أي: يَقِفُ على رأسِ كلِّ آيةٍ، ويَأتي بها على حِدَةٍ.
وفي الحَديثِ: الوقوفُ على كلِّ آيةٍ وإنْ تعَلَّقَت بما بَعدَها.