باب ما جاء في الحب في الله
سنن الترمذى
حدثنا أحمد بن منيع قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني قال: حدثني معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " وفي الباب عن أبي الدرداء، وابن مسعود، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وأبي مالك الأشعري: " هذا حديث حسن صحيح، وأبو مسلم الخولاني اسمه: عبد الله بن ثوب "
مِن الصِّفاتِ العظيمةِ الَّتي تُرضِي اللهَ المحبَّةُ فيه، والمحبَّةُ في اللهِ تَكونُ خالِصةً مِن الأغراضِ الدُّنيَويَّةِ فهي تَكونُ لوجهِ اللهِ تعالى.
وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لِعَظيمِ أجرِ المتحابِّين في اللهِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: "المُتحابُّون"، أي: الَّذين كانتْ قُلوبُهم مُجتمِعةً على المَحبَّةِ "في جَلالي"، أي: سبَبُ حُبِّهم هو إجلالي وتَعْظيمي، فلا يُحِبُّون إلَّا ما يُحِبُّه اللهُ، واجتمَعوا في محَبَّتِهم مِن أجْلي "لهم مَنابِرُ"، أي: يومَ القِيامةِ، والمِنبَرُ هو ما يُجلَسُ عليه في المحافلِ وهذه المنابِرُ يَومَ القيامةِ تكونُ "مِن نورٍ"، أي: تكونُ في أجمَلِ صُورةٍ وأحسَنِ مَنظَرٍ وأَبْهاهُ، "يَغبِطُهم النَّبيُّون والشُّهداءُ"، والغِبْطةُ هي أن يتَمنَّى الإنسانُ نعمةً على أن لا تَزولَ عن صاحبِها، وقيل: هي الاستِحْسانُ، والمعنى: أنَّ الأنبياءَ والشُّهداءَ يَستحسِنون أحوالَ هؤلاء المتحابِّين.
وفي الحديثِ: بيانُ الفَضلِ العظيمِ للمُتحابِّين في اللهِ تعالى.