باب ما جاء في الصائم يقيء 1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يعلى، ومحمد ابنا عبيد الطنافسي، قالا: حدثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي مرزوق، قال:
سمعت فضالة بن عبيد الأنصاري يحدث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم في يوم كان يصومه، فدعا بإناء فشرب، فقلنا: يا رسول الله، إن هذا يوم كنت تصومه! قال: "أجل، ولكني قئت" (3).
كان الصَّحابةُ يَحرِصونَ على أنْ يَسْأَلوا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أفْعالِهِ وعِبادتِهِ وأحْوالِهِ كُلِّها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ رضِيَ اللهُ عنه: "خرَجَ علينا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في يَومٍ كان يَصومُهُ" كان يَعْتادُ صَومَهُ على سَبيلِ التَّطوُّعِ والنَّافِلةِ، قال فَضالةُ رضِيَ اللهُ عنه: "فدَعا بماءِ فشَرِبَ" أظهَرَ فِطْرَهُ في ذلِكَ اليَومِ على خِلافِ العادةِ، "فقُلْنا له: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنْ كان هذا اليَومُ كُنتَ تَصومُهُ؟" يَستَفهِمونَ عن سَبَبِ فِطْرِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أجَلْ! ولكِنِّي قِئتُ"؛ فأوضَحَ لهم أنَّ سَبَبَ فِطْرِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان من قَيءٍ، وهو ما يتِمُّ استِرْجاعُهُ من البَطْنِ عن طَريقِ الفَمِ. وقيلَ: مَعْناهُ: ولكِنِّي قِئتُ فضَعُفتُ عن الصِّيامِ فأفطَرتُ؛ فلا يُستَشهَدُ بالحَديثِ أنَّ القَيءَ مُفطِرٌ، وإنَّما فيه أنَّه قاءَ فأفطَرَ بعدَ ذلِكَ( ).