باب ما جاء في الصبر على البلاء2
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: أخبرنا شعبة، عن الأعمش، قال: سمعت أبا وائل، يقول: قالت عائشة: «ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم»: «هذا حديث حسن صحيح»
الأنبياءُ هم أشدُّ النَّاسِ بَلاءً؛ لقوَّةِ دِينِهم ويَقينِهم، ولعِظَمِ أَجرِهم؛ فلذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُبتَلى كثيرًا بما يَفوقُ أصحابَه.
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عَنها: "ما رَأيتُ الوجَعَ على أحدٍ أشَدَّ منه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: إنَّ وجَعَ المرَضِ كان عليه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أشدَّ مِن غيرِه، ابتِلاءً مِن اللهِ سبحانه وتعالى، ففي حديثٍ آخَرَ أنَّ وجَعَه كوجَعِ رجُلَين لِيَعظُمَ أجرُه بذلك، ويكونَ للمؤمِنين المبتَلَيْن على ذلك الجزاءُ الحسَنُ يومَ القيامةِ؛ قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، وفي تَخْصيصِه لهم بتَوْفيَتِهم أجْرَهم على صبرِهم دونَ سائرِ مَن ضَمِن له ثوابًا على عمَلِه- ما يُبيِّنُ فضْلَ الصَّبرِ على البَلاءِ، ومع ذلك فإنَّ مَنزِلةَ الصَّبرِ على البلاءِ ومَنزِلةَ الشُّكرِ على العافيةِ، كلٌّ مِنهما رَفيعُ الدَّرجةِ شريفُ المنزلةِ، وله أجرُه عِندَ اللهِ.
وفي الحديثِ: عِظَمُ بلاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وعِظَمُ صَبرِه وتحَمُّلِه.