باب ما جاء في ثواب من أعتق رقبة
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن ابن الهاد، عن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن سعيد ابن مرجانة، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله منه بكل عضو منه عضوا من النار، حتى يعتق فرجه بفرجه» وفي الباب عن عائشة، وعمرو بن عبسة، وابن عباس، وواثلة بن الأسقع، وأبي أمامة، وعقبة بن عامر، وكعب بن مرة: حديث أبي هريرة هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وابن الهاد اسمه يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد وهو مدني ثقة، قد روى عنه مالك بن أنس وغير واحد من أهل العلم
ممَّا تَتشوَّفُ إليه الشَّريعةُ الإسلاميَّة وتُرغِّبُ فيه: تَحريرُ العبيدِ؛ ولذا جاءَتْ أحكامٌ كثيرةٌ تُيسِّرُ وتحُثُّ على عِتقِ المماليكِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جانبًا مِن فضْلِ عِتقِ العَبيدِ، فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن أعتَقَ مُسلمًا أو مُسلمةً مِن مَماليكِه، أو مِن مَماليكِ غيرِه بأنْ دَفَعَ ثَمنَه وأعْتَقَه، والعِتقُ: هو التَّحريرُ مِن العُبوديَّةِ؛ جعَلَ اللهُ هذا العِتقَ سَببًا في إنقاذِ المعتِقِ وتَخليصِه مِن النَّارِ بعْدَ استحقاقِه دُخولَها، وذلك بكلِّ عُضْوٍ مِن أعضاءِ جسَدِ المملوكِ، كيَدِه ورِجْلِه، وهكذا بقيَّةُ جَسَدِه، يُنقِذُ اللهُ به عُضوًا مِن جسدِ المُعتِقِ مِن عَذابِ النَّارِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على عِتقِ المملوكِ المُسلِمِ، وثَوابُه.